کد مطلب:145699 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:167

هاتف من الجن ینشد هذه الأبیات
قال سهل: فهتف هاتف ینشد بهذه الأبیات یقول:



أترجوا أمة قتلت حسینا

شفاعة جده یوم الحساب



و قد غضبوا الاله و خالفوه

و لم یخشوه من یوم المآب



ألا لعن الاله بنی زیاد

و أسكنهم جهنم فی العذاب



قال: فلما سمعوا ذلك، دهشت عقولهم، و جدوا فی السیر [1] .

و فی «المنتخب»: فسمعوا هاتفا یقول:



والله؛ ما جئتكم حتی بصرت به

بالطف منعفر الخدین منحورا



و حوله فتیة تدمی نحورهم

مثل المصابیح یغشون الدجی نورا



كان الحسین سراجا یستضاء به

الله یعلم أنی لم أقل زورا



فقالت ام كلثوم علیهاالسلام: من أنت یرحمك الله؟

قال: أنا ملك من الجن، أتیت أنا و قومی لننصر الحسین علیه السلام فصادفناه و قد قتل.


قال: فلما سمعوا بذلك رعبت [2] قلوبهم، و قالوا: انا علمنا أننا من أهل النار بلا شك [3] .

و فی بعض الكتب القدیمة: قد روی مرسلا عن بعض الثقات، عن أبی سعید الشامی قال:

كنت یوما مع الكفرة اللئام الذین حملوا الرؤوس و السبایا الی دمشق، فلما و صلوا الی دیر النصاری، وقع بینهم أن نصر الخزاعی قد جمع عسكرا، و یرید أن یهجم علیهم نصف اللیل، و یقیل الأبطال، و یجدل الشجعان، و یأخذ الرأس و السبایا.

فقال رؤساء العسكر من عظم اضطرابهم: الی الدیر و نجعله كهفا لنا، لأن الدیر كان محكما لا یقدر أن یتسلط علیه العدو.

فوقف الشمر لعنه الله و أصحابه علی باب الدیر [و صاح بأعلی صوته: یا أهل الدیر].

فجاء القسیس الأكبر: فلما رآی العسكر، قال لهم: من أنتم؟ و ما تریدون.

فقال الشمر لعنه الله: نحن من عسكر عبیدالله بن زیاد، و نحن سائرون [من العراق] الی الشام.

قال القسیس: لأی غرض؟

قال: كان شخص فی العراق قد تباغی، و خرج الی یزید بن معاویة، و جمع


العساكر فبعث [4] عسكرا عظیما، فقتلوهم، و هذه رؤوسهم، و هذه النسوة [سبایاهم].

قال: فلما نظر القسیس الی رأس الحسین علیه السلام، و اذا بالنور ساطع منه، الی عنان السماء، فوقع فی قلبه هیبة منه.

فقال القسیس: دیرنا ما یسعكم، بل أدخلوا الرؤوس و السبایا الی الدیر، و حیطوا بادیر من خارج.

فاستحسنوا كلام القسیس، و قالوا: هذا هو الرأی، فحطوا رأس الحسین علیه السلام فی صندوق وقفلوه، و أدخلوا الی [داخل] الدیر هو و النساء و زین العابدین علیه السلام، و جعلوهم [5] فی مكان یلیق بهم.

قال: ثم ان صاحب الدیر أراد أن یری الرأس الشریف، و جعل ینظر حول البیت الذی فیه الصندوق، و كان له روزنة، فحط رأسه فیها، فرآی البیت یشرق نورا، و رآی أن سقف البیت قد انشق، و نزل من السماء تخت عظیم [و النور یسطع من جوانبه].

و اذا بأمرأة أحسن من الحور، جالسة علی التخت، و اذا بشخص یصیح: أطرقوا و لا تنظروا.

و اذا قد خرج من ذلك البیت نساء، و اذا هن حوا و صفیة و ام اسماعیل، و راجیل [6] و ام یوسف، و ام موسی، و آسیة و مریم، و نساء النبی صلی الله علیه و آله و سلم.

قال: فأخرجن الرأس من الصندوق، و كل من تلك النساء واحدة بعد


واحدة، یقبلن الرأس الشریف، فلما وقعت النوبة لمولاتی فاطمة الزهراء علیهاالسلام غشی علیها، و غشی علی [بصر] صاحب الدیر، و عادلا ینظر بالعین، بل یسمع الكلام، و اذا بفاطمة [7] تقول:

السلام علیك یا قتیل الأم، السلام علیك یا مظلوم الأم، السلام علیك یا شهید الأم، لا یتداخلك هم و لا غم، و ان الله سیفرج عنی و عنك [و یأخذلی بثأرك]

یا بنی! من ذا الذی سبی حریمك؟

یا بنی! من ذا الذی أیتم أطفالك؟

ثم انها بكت بكاء شدیدا، فلما سمع الدیرانی ذلك، اندهش و وقع مغشیا علیه، فلما أفاق نزل الی البیت، و كسر الصندوق، و استخرج الرأس الشریف و غسله و حنطه بالكافور و المسك و الزعفران و وضعه فی قبلته و هو یبكی و یقول:

یا رأس من رؤوس بنی آدم! و یا كریم، و یا عظیم جمیع من فی العالم! أظنك من الذین مدحهم الله فی التوراة و الانجیل، و أنت الذی أعطاك فضل التأویل، لأن خواتین سادات بنی آدم فی الدنیا و الآخرة یبكون علیك و یندبونك، أما أرید أن أعرفك باسمك و نعتك؟

فنطق الرأس بقدرة الله تعالی و قال:

أنا المظلوم، أنا المهموم، أنا المغموم، أنا الذی بسیف العدوان و الظلم قتلت، أنا الذی بحرب أهل البغی ظلمت، أنا الذین علی غیر جرم نهبت، أنا الذی من الماء منعت، أنا الذی عن الأهل و الأوطان بعدت.


فقال صاحب الدیر: بالله علیك أیها الرأس! زدنی.

فقال [الرأس]: ان كنت تسأل عن حسبی و نسبی، فأنا ابن محمد المصطفی، أنا ابن علی المرتضی، أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن خدیجة الكبری، أنا ابن العروة الوثقی.

أنا شهید كربلاء، أنا قتیل كربلاء، أنا مظلوم كربلاء، أنا عطشان [كربلاء]، أنا ظمئان كربلاء، أنا غریب كربلاء، أنا وحید كربلاء، أنا سلیب كربلاء، أنا الذی خذلونی الكفرة بأرض كربلاء.


[1] مقتل الحسين عليه السلام: 193 - 185، مع اختلاف.

[2] رعبت كمنع: خاف، «منه رحمه الله».

[3] المنتخب: 468، البحار: 240 - 239 / 45 (نحوه).

[4] في مدينة المعاجز: فعقد يزيد.

[5] في مدينة المعاجز: و صاحب الدير حطهم.

[6] في مدينة المعاجز: و راحيل.

[7] في مدينة المعاجز: قائله.